فصل: قال الطبري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

روي عن ابن عباس أن هؤلاء القوم كانوا في زمان داود عليه السلام بأيلة على ساحل البحر بين المدينة والشام وهو مكان من البحر يجتمع إليه الحيتان من كل أرض في شهر من السنة حتى لا يرى الماء لكثرتها وفي غير ذلك الشهر في كل سبت خاصة وهي القرية المذكورة في قوله: {وَسْئَلْهُمْ عَنِ القرية التي كَانَتْ حَاضِرَةَ البحر إِذْ يَعْدُونَ في السبت} [الأعراف: 163] فحفروا حياضًا عند البحر وشرعوا إليها الجداول فكانت الحيتان تدخلها فيصطادونها يوم الأحد فذلك الحبس في الحياض هو اعتداؤهم، ثم إنهم أخذوا السمك واستغنوا بذلك وهم خائفون من العقوبة فلما طال العهد استسن الأبناء بسنة الآباء واتخذوا الأموال فمشى إليهم طوائف من أهل المدينة الذين كرهوا الصيد يوم السبت ونهوهم فلم ينتهوا وقالوا: نحن في هذا العمل منذ زمان فما زادنا الله به إلا خيرًا، فقيل لهم: لا تغتروا فربما نزل بكم العذاب والهلاك فأصبح القوم وهم قردة خاسئون فمكثوا كذلك ثلاثة أيام ثم هلكوا. اهـ.
قال الفخر:
المقصود من ذكر هذه القصة أمران.
الأول: إظهار معجزة محمد عليه السلام فإن قوله: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ} كالخطاب لليهود الذين كانوا في زمان محمد عليه السلام فلما أخبرهم محمد عليه السلام عن هذه الواقعة مع أنه كان أميًا لم يقرأ ولم يكتب ولم يخالط القوم دل ذلك على أنه عليه السلام إنما عرفه من الوحي.
الثاني: أنه تعالى لما أخبرهم بما عامل به أصحاب السبت فكأنه يقول لهم أما تخافون أن ينزل عليكم بسبب تمردكم ما نزل عليهم من العذاب فلا تغتروا بالإمهال الممدود لكم ونظيره قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الذين أُوتُواْ الكتاب ءامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدّقًا لّمَا مَعَكُمْ مّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا على أدبارها} [النساء: 47]. اهـ.
قال الفخر:
الكلام فيه حذف كأنه قال: ولقد علمتم اعتداء من اعتدى منكم في السبت لكي يكون المذكور من العقوبة جزاء لذلك، ولفظ الاعتداء يدل على أن الذي فعلوه في السبت كان محرمًا عليهم وتفصيل ذلك غير مذكور في هذه الآية لكنه مذكور في قوله: {وَسْئَلْهُمْ عَنِ القرية التي كَانَتْ حَاضِرَةَ البحر} ثم يحتمل أن يقال: إنهم إنما تعدوا في ذلك الاصطياد فقط، وأن يقال: إنما تعدوا لأنهم اصطادوا مع أنهم استحلوا ذلك الاصطياد. اهـ.
سؤال: فإن قيل: لما كان الله نهاهم عن الاصطياد يوم السبت فما الحكمة في أن أكثر الحيتان يوم السبت دون سائر الأيام كما قال: {تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كذلك نَبْلُوهُم} [الأعراف: 163] وهل هذا إلا إثارة الفتنة وإرادة الاضلال.
قلنا: أما على مذهب أهل السنة فإرادة الإضلال جائزة من الله تعالى وأما على مذهب المعتزلة فالتشديد في التكاليف حسن لغرض ازدياد الثواب. اهـ.
قال الفخر:
قوله تعالى: {كُونُواْ قِرَدَةً خاسئين} ليس بأمر لأنهم ما كانوا قادرين على أن يقلبوا أنفسهم على صورة القردة بل المراد منه سرعة التكوين كقوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُنَا لِشَيء إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 4] وكقوله تعالى: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11] والمعنى أنه تعالى لم يعجزه ما أراد إنزاله من العقوبة بهؤلاء بل لما قال لهم؛ {كُونُواْ قِرَدَةً خاسئين} صاروا كذلك أي لما أراد ذلك بهم صاروا كما أراد وهو كقوله: {كَمَا لَعَنَّا أصحاب السبت وَكَانَ أَمْرُ الله مَفْعُولًا} [النساء: 47] ولا يمتنع أيضًا أن يتكلم الله بذلك عند هذا التكوين إلا أن المؤثر في هذا التكوين هو القدرة والإرادة.
فإن قيل: لما لم يكن لهذا القول أثر في التكوين فأي فائدة فيه؟
قلنا: أما عندنا فأحكام الله تعالى وأفعاله لا تتوقف على رعاية المصالح ألبتة، وأما عند المعتزلة فلعل هذا القول يكون لفظًا لبعض الملائكة أو لغيرهم. اهـ.
قال الفخر:
المروي عن مجاهد أنه سبحانه وتعالى مسخ قلوبهم بمعنى الطبع والختم لا أنه مسخ صورهم وهو مثل قوله تعالى: {كَمَثَلِ الحمار يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5] ونظيره أن يقول الأستاذ للمتعلم البليد الذي لا ينجح في تعليمه: كن حمارًا.
واحتج على امتناعه بأمرين.
الأول: أن الإنسان هو هذا الهيكل المشاهد والبنية المحسوسة فإذا أبطلها وخلق في تلك الأجسام تركيب القرد وشكله كان ذلك إعدامًا للإنسان وإيجادًا للقرد فيرجع حاصل المسخ على هذا القول إلى أنه تعالى أعدم الأعراض التي باعتبارها كانت تلك الأجسام إنسانًا وخلق فيها الأعراض التي باعتبارها كانت قردًا فهذا يكون إعدامًا وإيجادًا لا أنه يكون مسخًا.
والثاني: إن جوزنا ذلك لما آمنا في كل ما نراه قردًا وكلبًا أنه كان إنسانًا عاقلًا، وذلك يفضي إلى الشك في المشاهدات.
وأجيب عن الأول بأن الإنسان ليس هو تمام هذا الهيكل، وذلك لأن هذا الإنسان قد يصير سمينًا بعد أن كان هزيلًا، وبالعكس فالأجزاء متبدلة والإنسان المعين هو الذي كان موجودًا والباقي غير الزائل، فالإنسان أمر وراء هذا الهيكل المحسوس، وذلك الأمر إما أن يكون جسمًا ساريًا في البدن أو جزءًا في بعض جوانب البدن كقلب أو دماغ أو موجودًا مجردًا على ما يقوله الفلاسفة وعلى جميع التقديرات فلا امتناع في بقاء ذلك الشيء مع تطرق التغير إلى هذا الهيكل وهذا هو المسخ وبهذا التقدير يجوز في المالك الذي تكون جثته في غاية العظم أن يدخل حجرة الرسول عليه السلام.
وعن الثاني أن الأمان يحصل بإجماع الأمة، ولما ثبت بما قررنا جواز المسخ أمكن إجراء الآية على ظاهرها، ولم يكن بنا حاجة إلى التأويل الذي ذكره مجاهد رحمه الله وإن كان ما ذكره غير مستبعد جدًا، لأن الإنسان إذا أصر على جهالته بعد ظهور الآيات وجلاء البينات فقد يقال في العرف الظاهر إنه حمار وقرد، وإذا كان هذا المجاز من المجازات الظاهرة المشهورة لم يكن في المصير إليه محذور ألبتة. اهـ.

.قال الطبري:

وهذا القول الذي قاله مجاهد، قول لظاهر ما دل عليه كتاب الله مخالف. وذلك أن الله أخبر في كتابه أنه جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، كما أخبر عنهم أنهم قالوا لنبيهم: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النساء: 153]، وأن الله تعالى ذكره أصعقهم عند مسألتهم ذلك ربهم، وأنهم عبدوا العجل، فجعل توبتهم قتل أنفسهم، وأنهم أمروا بدخول الأرض المقدسة فقالوا لنبيهم: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] فابتلاهم بالتيه. فسواء قائل قال: هم لم يمسخهم قردة، وقد أخبر جل ذكره أنه جعل منهم قردة وخنازير- وآخر قال: لم يكن شيء مما أخبر الله عن بني إسرائيل أنه كان منهم- من الخلاف على أنبيائهم، والنكال والعقوبات التي أحلها الله بهم. ومن أنكر شيئا من ذلك وأقر بآخر منه، سئل البرهان على قوله، وعورض- فيما أنكر من ذلك- بما أقر به، ثم يسأل الفرق من خبر مستفيض أو أثر صحيح.
هذا مع خلاف قول مجاهد قول جميع الحجة التي لا يجوز عليها الخطأ والكذب فيما نقلته مجمعة عليه. وكفى دليلا على فساد قول، إجماعها على تخطئته. اهـ.
ويرى ابن كثير رحمه الله: أن مسخهم كان صوريًا ومعنويًا، فقال: بل الصحيح أنه معنوي وصوري. والله أعلم. اهـ.
وهو رأي في غاية الوجاهة والقوة، ولعله يقصد بالمسخ الصورى مسخهم قردة، وبالمسخ المعنوي ما ورد في قوله تعالى: {أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت} [النساء: 47] وقوله تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} [المائدة: 78] والله أعلم بأسرار كتابه.
سؤالان:
السؤال الأول: إنه بعد أن يصير قردًا لا يبقى له فهم ولا عقل ولا علم فلا يعلم ما نزل به من العذاب ومجرد القردية غير مؤلم بدليل أن القرود حال سلامتها غير متألمة فمن أين يحصل العذاب بسببه؟
الجواب: لم لا يجوز أن يقال إن الأمر الذي به يكون الإنسان إنسانًا عاقلًا فاهمًا كان باقيًا إلا أنه لما تغيرت الخلقة والصورة لا جرم أنها ما كانت تقدر على النطق والأفعال الإنسانية إلا أنها كانت تعرف ما نالها من تغير الخلقة بسبب شؤم المعصية وكانت في نهاية الخوف والخجالة، فربما كانت متألمة بسبب تغير تلك الأعضاء ولا يلزم من عدم تألم القرود الأصلية بتلك الصورة عدم تألم الإنسان بتلك الصورة الغريبة العرضية.
السؤال الثاني: أولئك القردة بقوا أو أفناهم الله، وإن قلنا إنهم بقوا فهذه القردة التي في زماننا هل يجوز أن يقال إنها من نسل أولئك الممسوخين أم لا؟
الجواب: الكل جائز عقلًا إلا أن الرواية عن ابن عباس أنهم ما مكثوا إلا ثلاثة أيام ثم هلكوا. اهـ.

.قال الثعالبي:

وَ{كُونُواْ}: لفظةُ أمر، وهو أمر التكوينِ؛ كقوله تعالى لكُلِّ شَيْءٍ: {كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82] قال ابن الحاجب في مختصره الكَبِيرِ المسمى بمنتهى الوُصُولِ: صيغةُ: افعل، وما في معناها قد صَحَّ إِطلاقها بإزاء خمسةَ عَشَرَ محملًا:
الوجوبُ: {أَقِمِ الصلاة} [الإسراء: 78] والنَّدْبُ: {فكاتبوهم} [النور: 33].
والإِرشادُ: {وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ} [البقرة: 282] والإِباحةُ: {فاصطادوا} [المائدة: 2].
والتأديب: «كُلْ مِمَّا يَلِيكَ». والامتنانُ: {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله} [الأنعام: 142].
والإِكرامُ: {ادخلوها بِسَلامٍ} [ق: 34] والتَّهديد: {اعملوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40] والإِنذار: {تَمَتَّعُواْ} [إبراهيم: 30] والتسخيرُ: {كُونُواْ قِرَدَةً} [الأعراف: 166] والإِهانة: {كُونُواْ حِجَارَةً} [الإسراء: 50] والتَّسويةُ: {فاصبروا أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ} [الطور: 16] والدعاءُ: {اغفر لَنَا} [آل عمران: 147] والتمنِّي: الطويل::
........... أَلاَ انجلي

وكمالُ القدرة: {كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]. انتهى.
وزاد غيره كونها للتعجيزِ، أعني: صيغةَ افعل.
قال ابن الحاجِبِ: وقد اتفق على أنها مجازٌ فيما عَدَا الوُجُوبَ والنَّدْبَ والإِباحةَ والتهديدَ، ثم الجمهورُ على أنها حقيقةٌ في الوجوب. انتهى.

.قال الفخر:

قال أهل اللغة: الخاسئ الصاغر المبعد المطرود كالكلب إذا دنا من الناس قيل له اخسأ، أي تباعد وانطرد صاغرًا فليس هذا الموضع من مواضعك، قال الله تعالى: {يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: 4] يحتمل صاغرًا ذليلًا ممنوعًا عن معاودة النظر لأنه تعالى قال: {فارجع البصر هَلْ ترى مِن فُطُورٍ ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: 3، 4]، فكأنه قال: ردد البصر في السماء ترديد من يطلب فطورًا فإنك وإن أكثرت من ذلك لم تجد فطورًا فيرتد إليك طرفك ذليلًا كما يرتد الخائب بعد طول سعيه في طلب شيء ولا يظفر به فإنه يرجع خائبًا صاغرًا مطرودًا من حيث كان يقصده من أن يعاوده. اهـ.

.قال في روح البيان:

واعلم أن هذا البلاء والخسران جزاء من لم يعرف قدر الإحسان ومن يكافئ المنعم بالكفران يرد من عزة الوصال إلى ذل الهجران وكان عقوبة الأمم بالخسف والمسخ على الأجساد وعقوبة هذه الأمة على القلوب وعقوبات القلوب أشد من عقوبات النفوس قال الله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} [الأنعام: 110] الآية هكذا حال من لم يتأدب في خدمة الملوك وينخرط في أثناء السلوك ومن لم يتخط بساط القربة بقدم الحرمة يستوجب الحرمان ويستجلب الخسران ويبتلي بسياسة السلطان.
ثم علامة المسخ مثل الخنزير أن يأكل العذرات ومن أكل الحرام فقلبه ممسوخ.
ويقال علامة مسخ القلب ثلاثة أشياء لا يجد حلاوة الطاعة ولا يخاف من المعصية ولا يعتبر بموت أحد بل يصير أرغب في الدنيا كل يوم كذا في زهرة الرياض.
وروى عن عوف بن عبد الله أنه قال: كان أهل الخير يكتب بعضهم بثلاث كلمات من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
قال محمد بن علي الترمذي صلاح أربعة أصناف في أربعة مواطن: صلاح الصبيان في الكتاب، وصلاح القطاع في السجن، وصلاح النساء في البيوت، وصلاح الكهول في المساجد. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)}.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولقد علمتم} قال: عرفتم، وهذا تحذير لهم من المعصية يقول: احذورا أن يصيبكم ما أصاب أصحاب السبت إذ عصوني اعتدوا يقول: اجترأوا في السبت بصيد السمك فقلنا لهم {كونوا قردة خاسئين} فمسخهم الله قردة بمعصيتهم، ولم يعش مسخ فوق ثلاثة أيام، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: إنما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فواقًا، ثم هلكوا ما كان للمسخ نسل.
وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن ابن عباس قال: القردة والخنازير من نسل الذين مسخوا.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال: انقطع ذلك النسل.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله: {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} قال: مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة، وإنما هو مثل ضربه الله لهم مثل الحمار يحمل أسفارًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال: أحلت لهم الحيتان وحرمت عليهم يوم السبت ليعلم من يطيعه ممن يعصيه، فكان القوم فيهم ثلاثة أصناف، فأما صنف فأمسك ونهى عن المعصية، وأما صنف فأمسك عن حرمة الله، وأما صنف فانتهك المعصية ومرن على المعصية، فلما أبوا إلا عتوًا عما نهاهم الله عنه {قلنا لهم كونوا قردة خاسئين} وصار القوم قرودًا تعاوى لها الذئاب بعد ما كانوا رجالًا ونساء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {خاسئين} قال: ذليلين.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {خاسئين} قال: صاغرين. اهـ.